وأد // NAJLA ALMEHAIRBI

"إنه اليوم الموعود"…. حدثت الكاتبة المغمورة نفسها بحماس، اليوم سأجلس جلسةً صافية مع ذاتي وسأكتب تلك القصة الجميلة التي لطالما تراءَت وجوه أبطالها لي في المنام واليقضة.

أوراق وأقلام مبعثرة…. وبعد فنجان القهوة الخامس أيقنت بأن هذه القصة ستموت قبل أن تعيش.

تذكرت صديقاتها كثيرات النقد، قليلات الفهم…توهمت بأنها تسمع تمتمات السخرية: "كتاب جيد، لكن ليس بالمستوى المطلوب" تنفست بحسرة.

تراءى لها ابن خالتها مدرس اللغة العربية وتخيلته يدلي بدلوه في الأمر رغم أنها لم تطلب رأيه " تحتاجين للكثير من التنقيح اللغوي لتكوني بالمستوى المطلوب" هشمت ورقة أخرى بين أصابعها وكأنها تهشم رأس ابن خالتها.

تذكرت كلام والدتها بأن الزمن ليس زمن فنانين وكُتاب. "لن تكوني شكسبير آخر فما الجدوى، ركزي في عمل له عائد مادي".

ألقت ببنات أفكارها في الدرج. وذهبت للنوم.